الوصف
تبدو الكتابة عن قضية مقتل الأنبا أبيفانيوس، أسقف ورئيس دير أبو مقار، كالسير في حقل ألغام، حيث كل خطوة قد تعثر فيها على لغم جديد. هذه القضية، التي هزت الرأي العام المصري، تتجاوز مجرد مقتل أسقف بين أسوار ديره لتدخل في أبعاد تاريخية معقدة تشكل لغزًا قد يستمر لسنوات، مما يؤثر على الكنيسة القبطية المعاصرة.
في فصل بعنوان “من دفتر الدم والرماد”، رصدت مشاهداتي خلال أيام التفجيرات في الكنائس، وهي لحظات لم تُسجلها الصحافة أو تلتقطها عدسات الفضائيات. اخترت توثيقها في هذا الكتاب كإشارة للتاريخ وكوردة على قبور الشهداء.
قد يتساءل القارئ: ما الذي يدفع صحفية مسلمة للكتابة عن شؤون الكنيسة؟ وهو سؤال واجهته طيلة مسيرتي الصحفية. إجابتي كانت دائمًا واحدة: الصحفي لا دين له، وانحيازه الأول والأخير هو للحقيقة. ورغم أن الكنيسة استهوتني وأصبحت جزءًا من اهتمامي، فإن ذلك لم يكن بعيدًا عن نشأتي في مجتمع مسيحي في صعيد مصر، حيث دعمت معرفتي بالدراسة في التاريخ الكنسي.
كانت رحلتي كالسير في الصحراء، حيث كلما اقتربت من الهدف، ظهرت جبال جديدة يجب عبورها. لكنني أدين لتلك الرحلة بالكثير، إذ علمتني قيمة الفهم وضرورة الصبر والتحليل. ورغم صعوبة تلك التجربة الصحفية، فإنها كانت ممتعة، حيث اكتشفت جوانب خفية عن المجتمع.
لله در الكنيسة التي فتحت أبوابها لنا، ولله در الصحافة، مدرسة الفهم والكتابة والحياة.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.