الاميرة تاراكانوڤا

لم تتوقف العاصفة لثلاثة أيام متتالية، وعانينا كثيرًا في إثرها. عجزت تمامًا عن الكتابة. كنا قريبين جدًا من جبل طارق، وفقدنا الدفّة تمامًا، وتمزقت كل أشرعتنا، وصار التيار الآن يحملنا باتجاه الجنوب الشرقي. أين سنرسو؟ ماذا قد يحل بنا؟

ها هو الليل قد حل، همدت الريح وهدأ البحر. أكتب الآن بينما أجلس في قمرتي. صار لدي كل الوقت لأكتب عمّا رأيته ومررت به. سأضع ما أكتب في زجاجة وألقيها في الماء. وأنتم، أيها المارين، أتوسل، بكل ما هو مقدس، أن توصلوها إلى مقصودها وغايتي. آه! يا إلهي ذا القدرة، امنحني قوة الذاكرة، وأنر روحي المسكينة الممزقة بالشك!

تأملات في العزلة، وفي عتمة الليل، تصنع من الألم لوحة تنبض بالحياة. في غياهب البحر، تجد الكلمات طريقها إلى السطح، وتتحول إلى دعاء يعبّر عن الرغبة في النجاة، وعن الأمل في العثور على مخرج من هذا الظلام الذي يحيط بنا.