الوصف
“الظل الكبير”، بقلم سميرة عزام، هي مجموعة قصصية تمثل جزءًا من الأدب الفلسطيني المعاصر، وتتميز بنهج سردي فريد. في هذه المجموعة، تُظهر عزام الفلسطيني في منفى دائم، حيث تتركز القصص حول الشخصيات التي تعيش في حالة الشتات والتشرد، سواء في الوطن أو في المنافي. تأخذنا سميرة عزام إلى الحياة الفلسطينية اليومية، ولكن دون التأكيد على حبكة قصصية تقليدية؛ فالرواية بالنسبة لها ليست بحاجة إلى حبكة معقدة، بل هي لحظة عابرة من الزمن، لحظة تتجسد في سرد بسيط بعيد عن التراكمات الدرامية المعتادة.
كما ذكر في مقدمة الصحافية رولا سرحان، يتركز الأسلوب القصصي لعزام على التوصيف والتحرك في الزمن الفلسطيني، حيث يتجسد الفلسطيني في قصصها كجزء من واقع لا يملك فيه البطولة بقدر ما هو شاهد على ما مرت به النكبة، وكيف توقفت حبكته عند ذلك الزمن. في هذه القصص، يتكرر الفلسطيني في مكانين: الوطن الذي كان، والمنفى الذي أصبح فيه، لكن لا يظهر كـ”بطل” إنما كجزء من حكاية مستمرة مليئة بالآلام، والخيبات، والأحلام المفقودة.
التركيز في “الظل الكبير” ليس على الأرض المحتلة، بل على الإنسان الفلسطيني بمشاعره، وتجاربه، وآلامه. فالأحداث اليومية التي يعبر عنها الكتاب تتمتع بـ نكهة فلسطينية واضحة، حيث يصور العلاقات، والمواقف، والأشخاص من خلال نظرة إنسانية عميقة. قصص عزام، على الرغم من بساطتها الظاهرة، تحمل رسالة ثقيلة عن الشتات، والحياة في ظل الغربة، وتدور حول الفلسطيني الذي يظل في ذاكرة المكان، حيث أصبح المنفى جزءًا من وجوده وهويته.
إنها مجموعة قصصية تسلط الضوء على الإنسان، وليس على المكان، ولكن بحضور دائم للمكان الذي شكل هوية الفلسطيني وذكرياته، وإن كانت النكبة قد قسمت الزمان والمكان، إلا أن عزام تُعيد لذكريات الناس من خلال لحظاتهم الإنسانية البسيطة.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.