الوصف
رواية “المسيح قادم إلى بروكسل” للكاتب البلجيكي ديميتري فيرهولست هي قصة ساخرة تُسلط الضوء على تناقضات المجتمع الأوروبي المعاصر من خلال أحداث خيالية تلتقي فيها الديني مع السياسي والاجتماعي. في الرواية، ينتشر الخبر عن وصول المسيح إلى بروكسل، مما يثير الهستيريا بين الناس في المدينة، كل منهم ينتظر هذا الحدث المهم بطرق مختلفة. المؤمنون يفتحون أذرعهم لاستقباله، في حين أن المخطئون يشعرون بالقلق والتوجس.
بطل الرواية، الذي يمثل شخصية غير مبالية ولا يهتم سوى بأن يكون شاهدًا على حدث غير عادي، يتنقل بين مشاهد من التوتر الفكري، حيث يركز الجميع على فكرة السياحة الدينية بدلاً من التفكر في عواقب عودة المسيح، وتُنتقد الفكرة السطحية التي يتعامل بها المجتمع مع هذا الحدث الضخم. تُظهِر الرواية كيف أن المجتمع الأوروبي، المادي والفردي، يبتعد عن القيم الحقيقية ويركز بدلاً من ذلك على الجوانب السطحية والمصالح الشخصية. هذا التوجه يتجسد في محاولات الناس إخفاء المظاهر السلبية في المدينة من المشردين والعاهرات من أجل تقديم صورة “نظيفة” للمسيح.
من خلال أسلوبه الساخر، ينتقد فيرهولست ما يراه سعيًا أعمى وراء المادية والفردية، وكيف أن القيم الدينية، والسياسية، والاجتماعية تُستخدم لمصلحة الأفراد بدلًا من أن تكون وسيلة للتغيير الحقيقي في المجتمع. يُظهر الكاتب في هذا العمل كيف يُستغل الدين والأعراف المجتمعية في خدمة الأجندات الشخصية، ويطرح أسئلة عميقة حول مصير العالم في ظل هذه التحولات المجتمعية.
الرواية هي هجوم فكري قوي على فكرة “الاستعراض” في المجتمعات الحديثة، وتستعرض كيف يمكن للناس أن يتحولوا إلى مستهلكين للأحداث الكبرى بدلاً من أن يكونوا فاعلين فيها أو منتقدين لها بصدق
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.