الوصف
قبل أيام، كنت في عيادة طبيب نفسي بعيدًا عن هنا، تمددت على الشزلونج وبدأت أحكي ما لم أستطع كتابته في دفاتري. قال لي الطبيب الشاب نوح إن الحياة تدور في دوائر، وأن مصائرنا تتحدد بما داخل هذه الدوائر. أضاف أن الإنسان يعتقد أنه محصن ضد السقوط، لكنه لا يدرك أن عقله كبيت مفتوح النوافذ وسط حقل من الضباع الجائعة.
قلت له إن صفحات حياتي كالسجون، وأنا أعيش وراء قضبانها، وأن هناك أمواتًا يسيرون بيننا، يظهرون في صورنا، يجلسون معنا، يتحدثون بابتسامات تبدو كأنهم أحياء. أرى نفسي جالسًا فوق سرير في مسرح مليء بالناس. أتعرف على وجوه أبي، أمي، زوجتي، وأصدقائي، وكلهم يشبهون الحضور الغائب. علاقاتنا سطحية، ضحكاتهم فارغة، وكل واحد منهم يحمل في قلبه مسافة من الوحدة.
أشعر بألم في رأسي وضغط لا يُحتمل على صدري. هناك شيء غير مرئي يخنقني، وأظافر حادة تخدش عقلي من الداخل. أصرخ، أصف، وأبكي، لكنهم يردون بأنني أتخيل، أمثل، أبالغ، وأكذب. ينصحونني بالهدوء، الصلاة، الركض، أو حتى الصمت. في النهاية، أقوم وأرتدي قناعًا مبتسمًا، وعندما ألتفت إليهم، يصفقون حتى يتألمون من التصفيق، بينما تختفي كلماتي في وسط هذا الضجيج، ودموعي تنهمر خلف القناع.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.