الوصف
كان وجهها شاحبًا كالثلج، مستلقية بجسدها الصامت على أريكة جدي، وأربع نساء يغسلنها بماء الورد، يمشطن خصلات شعرها بعناية كأنهن يودعنها بدلال أخير. تلك ليلى الجميلة، طفولتي التي أعرفها، غنوة الجرف والناي، وصوت الليل حين يستقر في صدري. لكنها الآن جثة، امرأة تملأ فمها بمنديل أبيض، يلفون جسدها من الخصر والقدمين والصدر، وكلما نظرت إليها شعرت بغصة تخنقني. التراب يتسلل إلى أنفي وفمي، أسعل، أبكي، وأحمل نعشها على كتفي. خلفي، الرجال يحملون شعلات النار، والنساء يضربن صدورهن في تحدٍّ للموت ليخجل.
حين وصلنا إلى نخلة الصلاة، أمسكت فأسًا وضربت الأرض ثلاث مرات، ثم وضعت ليلى أمامي وأقمت صلاة الجنازة. عند التكبيرة الثالثة، ظهر الثعبان. لم أرفع رأسي. رأيته يزحف تحت الأرض ليأخذها، يلتف حول جسدها كعاشق مستميت ويأكل لحمها بلا تردد. سمعت صرختها الأخيرة قبل أن يغيب بها للأبد.
الثعبان لم يظهر مجددًا، لكنه ترك لعنةً خلفه. صرنا نلقي الموتى في جوفه كلما جاع، ننجب أطفالًا نعرف أنهم لن يبقوا طويلًا. فقط لكي نطعم الأرض، لكي لا يبتلعنا الجوع الذي تركه الثعبان بيننا.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.