الوصف
قبل أن يتسلل ضوء الشفق الأحمر من بين الأشجار البعيدة، وقبل أن يعلو صياح الديك أو نباح الكلب أو نهيق الحمار، أو حتى صوت الشيخ حمزاوي وهو يؤذن لصلاة الفجر، يُفتح الباب الخشبي الكبير مصدراً صريرًا يشبه صرير الساقية القديمة. يظهر شبح طويل، ممشوق القوام، يمشي بخطوات ثابتة وقوية، يرافقه شبح آخر يمشي على أربع، بخطوات بطيئة ومرتبكة.
تختفي الظلال في ظلمة البيوت الطينية، لتظهر لاحقًا فوق جسر النيل. في ضوء الفجر، يبرز وجه زكية نحيلًا وصارمًا، شفتاها مطبقتان وكأنها ترفض الكلام، وعيناها الواسعتان مرفوعتان في تحدٍّ يغلب عليه الغضب. ومن خلفها، يظهر وجه الجاموسة نحيلًا وشاحبًا، لكن نظرته ليست صارمة، بل تعكس استسلامًا شبه كامل للقدر، وعيناها الواسعتان تحملان تعبيرًا منكسراً.
هذا المشهد يبرز الصراع بين الإرادة والقضاء، حيث تمثل زكية القوة البشرية في مواجهة الحياة، بينما تجسد الجاموسة الاستسلام الطبيعي.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.