الوصف
كتاب “سلوى: سيرة بلا نهاية” من تأليف كريم جمال هو عمل سِيَري استثنائي، لا يُعنى فقط بتوثيق حياة سلوى حجازي، بل بمحاولة فهمها وكشف وجوهها الخفية والمتعددة، مازجًا بين التحقيق الصحفي، والنبرة الشعرية، والرؤية الوجودية.
عن سلوى حجازي:
هي واحدة من الرموز النسائية الأكثر غموضًا وتأثيرًا في مصر الستينيات والسبعينيات. عُرفت كمذيعة تلفزيونية بارزة، شاعرة فرنكوفونية تنشر في فرنسا، وُصفت بـ”شهيدة الفن” بعد مقتلها المفجع في حادث إسقاط طائرة مدنية من قبل الاحتلال الإسرائيلي عام 1973.
أبرز سمات الكتاب:
1. ثلاثة وجوه لامرأة واحدة:
الوجه الإعلامي: مذيعة مثقفة وجذابة في زمن كان فيه التلفزيون نافذة على العالم.
الوجه الأدبي: شاعرة تكتب بالفرنسية وتُترجم للعربية، تجسد القلق الجمالي والفكري.
الوجه الإنساني–الوطني: شهيدة سقطت ضحية عدوان وحشي، فغابت تاركة وراءها ألغازًا لا تنتهي.
2. سردية توثيقية وشعرية:
لا يكتفي كريم جمال بسرد الحقائق، بل يُضفرها مع لغة شعرية رقيقة، في محاولة لإعادة بناء روح سلوى لا فقط سيرتها.
يتعامل مع سلوى كرمز وكيان إنساني في آن، يربط خوفها من الفقد بقدرها الذي تحقق بشكل مأساوي.
3. كشف الوثائق الشخصية:
يعتمد الكتاب على أوراقها الخاصة، ومذكرات لم تُنشر من قبل، مما يضفي عمقًا حميميًا وإنسانيًا على السرد، ويظهر سلوى كشخصية تبحث عن معنى في عالم مضطرب.
4. سيرة امرأة عاشت موتها قبل أن تموت:
يتساءل المؤلف بذكاء: هل كانت سلوى تتنبأ بنهايتها؟
ويستعرض كيف أن قلقها، وتوترها الداخلي، وشعريتها، كانت مقدمات درامية لمصيرها العنيف.
لماذا تقرأ هذا الكتاب؟
لأنه ليس فقط عن سلوى حجازي، بل عن معنى أن تكون امرأة حرة، مثقفة، شاعرة، ومحبوبة، في زمن يرفض الحرية والجمال.
ولأنه يمزج بين الحنين والتأريخ والتحليل النفسي، في سردية أقرب إلى لوحة سريالية لبطلة مأساوية حقيقية.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.