مواعيد العمل: 7 أيام الاسبوع من 9 صباحا الي 10 مساءا

لديك طلب غير مكتمل في سلة مشترياتك، سارع باستكماله الآن واستفد من العروض الحالية.

قراءة في أدب دوستويفسكي

قراءة في أدب دوستويفسكي

مر الأدب الروسي بالعديد من المراحل في تاريخه وكانت مراحله المتعددة متأثرة بشكل كبير بالأحداث التاريخية وبكل صعود وانحدار كان هناك تيارات مختلفة من الكتاب تنشأ وتنحدر وتسلم بعضها بعضًا صدارة الأدب الروسي عبر التاريخ. هناك العديد من الاسماء البارزة في الأدب الروسي قد تجتمع كلها بالتأثر بالوقائع الروسية التاريخية والغرق في الذات الانسانية، اليوم نتحدث عن الأديب الروسي فيودور ميخايلوفيتش دوستويفسكي الذي يعد من أبرز الأدباء الروس في القرن التاسع عشر وفي الأدب الروسي بجملته. 

ولد دوستويفسكي لأب طبيب لعائلته خلفية دينية ولأم مثقفة، كانت نشأته هادئة حتى ماتت أمه وتبعها أبوه، كانت دراسته الأولى منزلية ثم انتقل بعد عدة مدارس حتى انضم لتعليم عسكري وهندسي، ضجر منه ولكنه أنهاه وعمل به لفترة قصيرة قبل أن يتفرغ للأدب، خلال سنوات شبابه الأولى كان منخرطًا في العمل السياسي الذي اعتقل على اثره وحكم عليه بالاعدام مع عدد من رفاقه ولكن في اللحظة الاخيرة تم تخفيف الحكم للنفي الى سيبريا والاعمال الشاقة وهناك بدأت صحته في التداعي وهاجمته نوبات الصرع التي سترافقه طوال حياته. 

قبل نفيه قام بنشر رواية “الفقراء” التي لاقت رواجًا واسعًا في المجتمع الروسي الأدبي وبعد عودته من المنفى عادت حياته لمسارها مرة أخرى وعاد للكتابة ونشر العديد من الأعمال، تتميز أعماله جميعها بالغوص في النفس البشرية والميل الى التحليل النفسي والفلسفة وعرض كآبة المجتمع حينها كما هي عليها دون التحرج من ذلك، ومن أشهر أعماله الروائية: 

“المقامر” 

“أعيش، بالطبع، في قلق دائم، وألعب بأقل الرهانات، وأنتظر شيئًا ما، وأحسب، وأقف لأيام كاملة أمام طاولة اللعب وأتابع اللعبة، حتى إنني أراها في نومي، لكن خلال هذا كله يبدو كما لو أنني تصلبت تمامًا، وغطت في الوحل” 

تعد من الأعمال القصيرة لدوستويفسكي، قام بكتابتها خلال فترة قصيرة وتسرد معاناة ادمانه على المقامرة الذي لازمه طوال حياته وتسبب في أزمات مالية متعددة أثرت على مسار حياته.

 “الجريمة والعقاب” 

“أيها السيد الكريم، ليس الفقر رذيلة، ولا الإدمان على السكر فضيلة، أنا أعرف ذلك أيضًا، ولكن البؤس رذيلة أيها السيد الكريم، البؤس رذيلة. يستطيع المرء في الفقر أن يظل محافظًا على نبل عواطفه الفطرية، أما في البؤس. فلا يستطيع ذلك يومًا، وما من أحد يستطيعه قط، إذا كنت في البؤس فإنك لا تطرد من مجتمع البشر ضربًا بالعصا، بل تطرد منه ضربًا بالمكنسة بغية إذلالك مزيد من الإذلال، والناس على حق في ذلة لأنك في البؤس أول من يريد هذا الذل لنفسه بنفسه.”

واحدة من أشهر أعمال دوستويفسكي نشرت لأول مرة عام ١٨٦٦ تتحدث الرواية عن شاب جامعي قام بتقل مربية عجوز، في الرواية تصوير لحياة الفقراء المظلمة وما يشوبها من يأس وماذا يفعل الانسان عندما لا يجد طريقًا آخر يذهب إليه، في الرواية تكون الجريمة هي طريقة الاحتجاج على الظلم المجتمعي وتعكس الجانب النفسي والفلسفي من نشوئها وتأثيرها على النفس والمجتمعات. 

“الليالي البيضاء”

“وتتساءل: أين هي إذن أحلامك؟ وتهز رأسك قائلًا: كم تطير السنوات سريعًا! وتتساءل من جديد: ماذا فعلت بسنواتك؟ أين دفنت أفضل وقتك؟ هل عشت؟ نعم أو لا؟ انظر، كم هو هذا العالم بارد. سنوات أخرى ستمر، وتعقبها الوحدة الحزينة والشيخوخة المرتعشة مع عكازها، وبعد ذلك الضجر واليأس، سيشحب عالمك الخيالي، ستموت، ستذبل أحلامك، وستسقط كما تهوى الأوراق الصفراء من الشجر” 

تعد رواية قصيرة أو قصة طويلة تحكي عن قصة شاب في أربعة ليال في مدينة بطرسبرج يعيش فيها الشاب عذابات الوحدة ثم يلتقي بشابة باكية تنتظر عودة حبيبها الغائب وتنشأ بينهم علاقة صداقة مرتبكة من طرفها لكن حب جارف من طرفه هو، يمرون بعلاقة قصيرة حتى عودة حبيبها ويعود الشاب لوحدته مرة أخرى. يحكي دستويفسكي في القصة عذابات الوحدة وآمال الحب وعذاباته على السواء وكالعادة يدخل في عمق النفس البشرية وانعكاس كل شيء عليها.

اترك تعليقاً