قراءة في عالم عمر طاهر

ولد عمر طاهر في 23 يوليو 1975 في محافظة سوهاج بمصر. منذ صغره، أظهر شغفًا كبيرًا بالكتابة والقراءة، مما دفعه لاحقًا إلى السعي لتحقيق حلمه في أن يصبح كاتبًا وصحفيًا مرموقًا. التحق عمر بكلية التجارة بجامعة حلوان، لكنه اختار أن يسلك مسار الأدب والصحافة بعد تخرجه. بدأ مسيرته الأدبية بكتابة المقالات الساخرة في صحف ومجلات مصرية بارزة مثل جريدة الدستور وجريدة المصري اليوم، لفتت كتابته الأنظار لبساطتها ومرحها غير المتكلف، لم يكتف بالكتابة الصحفية فقط بل كتب الشعر والقصة والكتب الساخرة وانطلق ليكتب في الرواية وانتج كتب توثيقية لجانب من التاريخ الذي لا يلتفت له أحد مثل تاريخ الأغاني وتاريخ بعض الصناعات الرائدة في مصر في وقت ما. 

من كتبه التي نرشحها للقراءة: 

إذاعة الأغاني: سيرة شخصية للغناء 

“بينما تجري الحياة… ثمة أغنية ما تدور في الخلفية.

بينما تدور أغنية ما… ثمة حياة تجري في الخلفية.”

قد نفهم من العنوان الفرعي أن الكتاب شخصي للغاية، لكن على عكس ذلك، جاء الكتاب ليكشف عموم الذاكرة الجمعية الغنائية عند أغلبنا من معاصري عمر طاهر بالتقاطع معه في بعض سنين عمره، قد تكون أكبر من الكاتب لكن عاصرت ما يحكي عنه، وقد تكون أصغر وقد لحقت بآخر الركب أو تحاول الاستزادة من حكايات من سبقوك، الكتاب يتحدث عن ما حول الاغنية، لا الاغنية وحدها، ويفرد مساحة من الانصات بيننا جميعنا والتأمل في ما قد مر علينا مرور الكرام. 

صنايعية مصر.. بجزئيه الأول والثاني 

يعتبر الكتاب سجلًا توثيقيًا للصناعات التي شكلت حياة المصريين اليومية في فترات مختلفة، يبلغنا جميعًا أن كل تلك الأفكار وراءها أشخاص قادرون على الأبتكار، أشخاص يشبهوننا، في عملهم ودأبهم وإخلاصهم، نعرف قصص منتجات صاحبة طفولتنا أو عاصرنها عن طريق الحكايات، وعن طريقه أيضًا نعرف قصص أفراد فكروا وجاءة فكرتهم تلك لتغير مجريات التاريخ. يعتبر الكتاب تأريخ اجتماعي من نوع خاص، نوع صناعي للغاية، وشديد الفرادة والريادة. 

من علم عبد الناصر شرب السجائر؟

“قيمة الفن موجودة في ما لا يقال لك مباشرة، وتأثير الفن أكثر تعقيدًا مما يتخيل أحد، لو عرف كل فنان أثر ما يقدمه لمات رعبًا، أو لتعامل مع الموضوع بجدية أكبر.”

يستمر عمر طاهر في طرح الاسئلة الاجتماعية والإجابة عنها، فبعد طرح الأسئلة الغنائية والصناعية قام بطرح أسئلة تاريخية وسياسية، ينسجها في اطار قصصي ولكنها تظل اسئلة يبحث لها عن اجابات ويجدها في كتب التاريخ ولكن ليس في اماكن المعلومات الهامة على الاطلاق، من يحدد لنا الهام من عدمه؟ علينا أن نغوص بنفسنا لنعرف ما نريد، وهذا هو ما قام بفعله عمر طاهر في هذا الكتاب. 

كحل وحبهان

“يقع الشخص في غرام المشقة إذا عرف الطريق.” 

يتغير هنا اهتمام عمر طاهر، ويصحبنا معه إلى مكان أثير ودافئ للغاية.. المطبخ، تدور أحداث الرواية في عالم قائم على الرائحة التي تنبعث من مكان ما فتبعث بنا مشاعر قد تكون مطيبة لشيء ما وقد تكون عاتية تقتلعنا من المكان الذي نقف به لتعيدنا لذكرى قديمة شديدة الإنزواء لدرجة النسيان. تتحدث الرواية عن الحب والغربة والوحدة والزواج والصداقة والنجاح والفشل، كل ذلك بتتبع قصة حياة رجل عادي، كمثل كل الرجال الذين نقابلهم كل يوم، جميعهم لديهم حكاية ما. 

كتاب المواصلات

“الحب خطأ تقني قديم، يعتقد الواحد أنه يحب إنسانًا ما، والحقيقة أنه يحب نفسه من خلال هذا الإنسان، كلنا نعشق المرايا الصافية لأنها تقدمنا لأنفسنا في الصورة التي ترضينا، المرآة لا تلمس قلوبنا لكن صورتنا هي التي تمنحنا فرحة ما.” 

يأتي الكتاب من البداية بهدف شديد الوضوح والبساطة، بعض الونس في الطريق، بالمعنى الحرفي والمجازي للطريق” فقد يصاحبك الكتاب في رحلة بالقطار، وقد يصاحبك في رحلة ليلية صعبة مع الارق أو مع ملل الانتظار في أحد البنوك، كل ما نعيشه من الممكن ان يشكل رحلة لها بداية ونهاية واضحة. في الكتاب حكايات خفيفة ورشيقة لتجنب الغرق في أفكار غير محببة خلال تلك الرحلة، كتاب يعرض عليك الونس بدون شائبة، لكن توقع الشجن.