“إن القارئ يحيا ألف حياة قبل أن يموت، ومن لا يقرأ أبدًا يحيا حياة واحدة فقط”
نعرف جميعًا فوائد القراءة، سواء كانت قراءة في الأدب أو التاريخ أو الفلسفة أو العلوم السياسية أو أي شيء، نتعلم الأبجدية في السنوات الأولى من المدرسة ونتعلم القراءة التي عن طريقها نكتشف العالم كله من حولنا، لا يمكننا تصور عالم حديث بدون أبجدية وكتابة وقراءة، لكن ليست تلك القراءة التي نقصدها هنا، نحن نقصد المطالعة كما كان يقول عليها جيل الكتاب العرب المؤسسين، والمطالعة هي عملية تفكيرية تشتمل على فك الرموز المختلفة للوصول إلى المعنى المرجو منها، وهي عملية معرفية يتم من خلالها بناء معاني الكلمات، ومن ثم فهم النص المكتوب واستيعابه، ومن ثم تحليله في عقولنا ليترسخ بها نتاج ذلك التحليل.
بالرغم من معرفة أهمية القراءة يجد البعض صعوبة في إيجاد الوقت اللازم والطريقة المثلى لاكتساب تلك العادة لتصبح جزءًا من يومه، وزيادة على ذلك فالعالم الذي نعيش فيه في يومنا الحالي هو عالم قائم على السرعة والتفاعل السريع مع الأمور وهذا مضاد للقراءة تمام التضاد، لكن باكتساب عادة القراءة فأنت تكتسب وقتًا للتريث قليلًا وممارسة نوع من أنواع التأمل خلال يومك، فالقراءة فعل بطيء لا يمكن التفاعل معه بسرعة وإلا يفسد المعنى ويفقر الاستيعاب ومن بعده التحليل، ولكن كيف نكتسب عادة القراءة؟
١- لا يوجد اختيار خاطئ للكتاب
نعم توجد كتب سيئة وكتب عديمة القيمة، لكن حتى تلك الكتب تتعلم منها ما عليك تجنبه عند اختيارك للكتاب.
٢- تجاهل الرائج إن كتب غير مهتمًا
هناك كتب رائجة يقرأها الجميع، ليس عليك قراءتها إن كنت غير مهتمًا، لن يجعلك ذلك أقل ثقافة ولن تخرج من سرب القراءة، فلا تجبر نفسك على قراءتها لتشعر انك تنتمي لمجتمع ما، ستجد دائمًا مجتمعًا يشاركك ذوقك في القراءة.
٣- اقرأ، لا تذاكر
القراءة ليست كالمذاكرة، ليس عليك تذكر كل ما تقرؤه ولا عليك إجادة استحضاره بالنص، المعرفة عن طريق القراءة تأتي عن طريق التفكير وتحليل ما تقرؤه وإيجاد فكرتك الخاصة من خلاله، ليس عليك حفظ أي شيء، القراءة أيضًا تزودك بالمعرفة عن طريق التراكم، إن أردت الإلمام بموضوع ما اقرأ به كثيرًا.
٤ـ حدد وقتًا للقراءة
في بداية اكتساب أي عادة جديدة عليك مساعدة عقلك في اعادة البرمجة، إن أردت أن تقرأ فعليك القراءة بشكل منتظم حتى يعتاد عقلك على ذلك النشاط الجديد، البعض يفضلون القراءة قبل النوم والبعض يفضل القراءة في الصباح قبل الذهاب إلى الدوام، لا يوجد وقتًا مثاليًا إلا الوقت الذي تفضله.
٥- احمل كتابًا دائمًا
يقول تشارلز بوكستون: لن تجد الوقت ابدًا لفعل أي شيء، إذا أردت وقتًا فعليك صنعه”
خلال يومنا هناك الكثير من فترات الانتظار، قد تنتظر المواصلات أو بداية المحاضرة أو دورك في البنك، اقرأ في تلك الاوقات بدلًا من تصفح مواقع التواصل الاجتماعي.
٦- انضم لمجتمع يقرأ
ستجد الكثير من المجتمعات والدوائر من حولك التي تتشارك في حب القراءة، انضم لها، فالقراءة تحب النقاش الجماعي والتحليل والاشتباك في وجهات النظر، إن قرأت كتابًا ستكون وجهة نظر تجاهه، ولكن إن تناقشت به ستكون العديد من وجهات النظر.
٧- ضع خطة للقراءة
ستجد البعض يقرؤون منذ سنوات ولكن قراءات عشوائية لا يتنج عنها شيء ثمين، لا تكن مثلهم، ضع خطة تراعي بها اهتماماتك الحالية، ورغبتك في الاستزادة بمعرفة شيء ما، لا يجب أن تكون خطة محكمة، بل عليك جعلها شديدة المرونة، ولكن يجب أن يكون لها طابع واضح وهدف محدد.
بمرور الوقت ستجد نفسك قارئًا نهمًا، يقرأ كل ما يقع تحت يده من دائرة اهتماماته ويكون أفكار ووجهات نظر لم تكن ممكنة له بدون القراءة، عليك فقط المحاولة.