الوصف
تتسارع أنفاسك، ويشرد بصرك نحو الجبال العاتية التي أمامك. يجف حلقك، ويلتوي لسانك، وكأن الوقت قد مرَّ دهورًا منذ آخر مرة خاطبته فيها. قرَّارُك الأخير، الذي كان قد علَّق على عبادة خالقك بالطريقة التي تختارها، ظلَّ معلقًا في قلبك. كم من ليالٍ قاحلة مرَّت عليك دون أن تستطيع مناجاة ربك، رغم محاولاتك العديدة؟ هل نسيت كيف تكون خلوة العبد مع ربه؟ أم أنك عجزت عن إيجاد سبل جديدة بعدما نفرت من الطرق القديمة؟ لقد كنت يومًا مثل “حي بن يقظان” في جزيرة نائية، فهل تستطيع في هذه الليلة أن تكون مثل “موسى”؟
همساتك تخرج خافتة، لا يسمعها سواك، رغم الهدوء الذي يعمُّ المكان من حولك. ولكنك تدرك يقينًا أنَّ خالقك يراقب كل حركة وسكون منك، وأنه لا يفوته شيء من أحوال قلبك. كلماتك تخرج متعثرة، كأنها زفرة عميقة ثقيلة: “يا رب، يا إلهي، يا خالقي، مهما كان اسمك… أرني أنظر إليك!”
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.