الوصف
في رواية “تاريخ آخر للحزن” لأحمد صبري أبو الفتوح، تُسرد قصة الجندي فتح الله النوساني، الذي كان يعمل سابقًا في إسطبلات الخيول التابعة لآل عابدين في «نوسا البحر»، قبل أن يذهب إلى الحرب. رغم أن مصير الجميع في الحرب قد تَبين، سواء أولئك الذين سقطوا قتلى أو الذين وقعوا في الأسر، أو حتى من عادوا بعد أن ضاعوا في صحراء شاسعة، إلا أن مصير فتح الله بقي مجهولًا.
ذهبت زوجته حلاوية إلى المديرية في المنصورة لتسأل عن مصيره، وكان مبنى المديرية في حالة يرثى لها بعد سقوط الحكومة. قرأ أحد المسؤولين هناك أسماء القتلى والمأسورين، لكن اسم فتح الله لم يكن من بينهم. في طريق عودتها، تحدثت حلاوية إلى رضيعها وقالت: “أمك لم تحرمك من أبيك يا منصور، بل هي التي وقفت في وجهه عندما أخبرها بنيته الذهاب إلى الحرب.” كانت حلاوية قد حاولت منعه، قائلة له: “أنت لا تعرف كيف تحارب يا فتح الله، ولم تمسك في حياتك بارودة.” لكنه أجاب بثقة وهو يستعد للرحيل: “ليست البواريد فقط يا حلاوية. أليسوا في حاجة لمن يحفر ويُردم، ويقوم بحمل المهمات ويرعى الخيول والبغال؟”
وبينما كانت حلاوية تبكي وتستعطفه، قالت له: “أتتركني وحدي وأنا على وشك الولادة يا فتح الله؟” فأجابها: “إذا انتصرنا، ستتغير الدنيا. سنكون أحرارًا في بلادنا، وسيكون لولدنا حياة أفضل.” ثم مضى، بينما قالت هي في قلبها: “ستذهب يا فتح الله ولن تعود. أنا أعرف مصيري جيدًا.”
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.