الوصف
“ماذا يعرفون عن الحب؟”
ما الذي يدركونه حقًا عن الحب أو عني؟ ولماذا يتحلى الجميع فجأة بلطف مفرط ورقي مزيف كلما نشرت شيئًا من أفكاري أو اقتباسات من رواياتي اليومية؟
إنهم لا يعرفون شيئًا عني سوى تلك العبارات والخواطر، وأحيانًا الصور التي ازدانت بها جدران عزلت نفسي خلفها، حماية من عالم قاسٍ، لا يرحم. كل ما يرونه مجرد لقطات لعائلتي الصغيرة، لذكريات في إشبيلية، تلك المدينة التي تحمل روحها الإسبانية العربية.
ولكن ما الذي يدفع البعض لمغازلتي بلا هوادة، ولآخرين للتحرش بي مرات لا تُعد يوميًا؟ ينسجون القصائد ويبدعون الصور، أحدهم كتب: “كنت لأنحت لجمالك تماثيل.”
لماذا لا يفهمون طلبي الوحيد: أن يبقى كل منهم عند حدود الجدار؟ لماذا لا يتوقفون عن محاولة تجاوز الحاجز الذي بنيته؟ لو علموا ما خلفه، لأصغوا إلى تلك الصرخات المرعبة، وإلى أنين لا ينقطع، صادر عن ذلك الغول الذي يلتهم أبناءه، أو ذلك الجني الذي يشعل النيران في قلب مرابعه.
لا، هم لا يعرفون، ولا يريدون أن يعرفوا. إنهم يفضلون الصور الجميلة على الحقيقة المخيفة.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.