الوصف
كانت الصدمة أكبر مما تتحمله، فارتجفت أطرافها وهي تحدق في المشهد الذي أمامها. الهواء من حولها أصبح كثيفًا وثقيلًا، وصدى صرختها لا يزال يتردد في أرجاء الغرفة وكأنه يصرخ معها. تجمدت في مكانها، غير قادرة على تحريك عضلة واحدة، وهي تلتقي بنظرة زوجها الأخيرة، تلك النظرة التي حملت مزيجًا من الرعب واليأس، نظرة تستجدي النجاة في اللحظة التي كان فيها الموت قد أخذ قراره النهائي.
كل شيء في الغرفة كان يروي قصة الألم والبشاعة، مسامير غُرست بوحشية، كأنما هناك قوة شريرة أرادت أن ترسم مشهدًا يتحدى المنطق والإنسانية. الدماء كانت تسيل ببطء، تملأ الأرضية بخطوط حمراء كثيفة، تروي قصصًا صامتة لا يفهمها سوى من رأى الموت يمر بوحشيته الباردة.
بدأت رجلاها في الاهتزاز، وتسلل الخوف إلى قلبها، شعور بالعجز والذنب يسحقها وهي تدرك أنها لم تستطع إنقاذه، وأن صراخها الآن ما هو إلا شاهد آخر على بشاعة ما حدث، وآخر لحظة من حياة رجل رحل بأسوأ الطرق الممكنة.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.