الوصف
تعانقا طويلاً حتى تلاشى الناس من حولهما، حتى غابت الشمس واندثر الضوء، حتى التقت العينان وانسابت الدموع. هكذا كان يجب أن يكون.
الغريب أننا كنا نرتب الكلمات جنبًا إلى جنب، نظن أننا نعبّر عن الحب بالكلمات: رقصة القلب، ضحكة العين، رعشة الشفاه، لكن الأمر أبسط من ذلك. هو مجرد ضمة.
كنا نراقب حركة الجسد، اتجاه الساقين، وضع اليدين، اشتباك روحين في عناق، حيث التقت النفوس بعد طول البعد. ذهب الألم مع الريح، وكأن لم يكن، كأن الدم ماء ورد، وكأن الدمع مجرد حبر على ورق. مرت الأيام، وكل ليلة كانت تذوق زهرة هذا العناق، مثل دوائر الفراشات التي تحلق فوقهما، والطير يغرد حولهما، وموسيقى الكمان تعزف في الأرجاء، وكأن خيطًا سحريًا يربط بينهما.
ثم مد مالك الحوض الصغير يده ليأخذ السمكة البرتقالية داخلها، وأرشدها إلى الطريق المؤدي إلى النهر، فابتسم إلى ورد بفخر. نظروا معًا إلى النهر الذي لم يعد هادئًا راكدًا، بل أصبح متجددًا.
ضمة وكسرة: في الليلة الأخيرة من ديسمبر.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.