الوصف
أخبرتني أنها لم تتخيل أبدًا أنها ستواجه مثل هذا الموقف. كنت مشغولًا بما يجري على الشاطئين، حيث سكنت حركتهما تقريبًا، باستثناء طائر “أبو قردان” الذي ينقر بطرف منقاره الحاد في طين الشط، غير مبالٍ بالوحل الذي يعلق بريشه الأبيض. فرحته كانت واضحة وهو يمسك دودة سمينة، يحركها بفخر وكأنه يحتفل بنجاحه، بينما كانت الدودة تبدو مستسلمة وكأنها تنتظر هذه اللحظة طوال حياتها.
لكن فجأة، تباعد صوتها الذي كان يملأ فراغ حياتي لسنوات، فانتبهت إلى أن قاربنا الذي تقاسمناه لفترة – لم يعد يهم كم كانت – قد انشطر. كانت تقود الجزء الآخر بمهارة، تشق المياه كالنسر، مبتعدة عني. بدا ظهرها من بعيد كجثة حيوان ضخم، بينما كنت أُقاد نحو ظلمة ألفتها وأحببتها.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.