الوصف
واجه “وارف” صعوبة في التعرف على مدخل شارع طلعت حرب، حيث تاه بين أشجار القيقب الحمراء والأوراق العريضة لأشجار الجوز، والأشجار العالية من نوع الحور التي وقفت كحرس شرف، مانعةً رؤيته للعمارات الخديوية. انتفض عدة مرات حين ركضت السناجب بين قدميه، حاملةً حبات الجوز نحو غابات الكستناء والصنوبر، التي كانت قد احتلت مكان المنصة الحجرية القديمة وسارية العلم. كانت تلك الشوارع في الماضي مليئة بصخب السيارات وصوت الدراجات النارية، لكن لم يتبقى من كل ذلك سوى ممرات عشبية مهيأة للتمشي، مغطاة بأوراق صفراء تساقطت مع قدوم الخريف. كانت زقزقات عصافير الدوري والكارولينا تعلو بين قمم الأشجار، ونسيم خفيف يحمل رائحة الندى كأنه ما زال عالقًا منذ الصباح، بينما كان “وارف” يبحث عن العنوان، متعجبًا من أن أسماء الشوارع والميادين لم تتغير، لكن تلك الأماكن نفسها قد تحولت، مما جعل الأسماء تبدو غريبة عنها.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.