القراءة هي فعل استزادة وتمديد للمعرفة بإضافة العديد من خبرات ومعارف اشخاص آخرين، الكتاب، التي تنتقل إلينا عن طريق القراءة، وذلك في كل المجالات، أي شيء تريد المعرفة به ستسطيع فعل ذلك إن قرأت عنه، وفي حالة الأحداث التاريخية هناك أنواع مختلفة من الكتب التي يمكنك قراءتها، البعض يقرأ الكتب التاريخية غير الأدبية التي تسرد الوقائع والأحداث والتواريخ والأطراف المتشابكة، والبعض يقرأ دراسات بحثية تدرس موضوع ما في فترة تاريخية ما أو حدث بعينه، والبعض الآخر يقرأ الروايات التاريخية، وقراءة الروايات التاريخية وسيلة مناسبة جدًا للاستزادة في موضوع ما خاصة للذين يريدون المعرفة بهدف المعرفة لا بهدف الدراسة أو العمل أو أي شيء آخر.
خلال سنواتنا المدرسية نمر على العديد من المناهج لدراسة التاريخ، نقوم بالمذاكرة وحفظ الوقائع التاريخية والأطراف المتصارعة وكيف دارت المعارك ومن انتصر، لكن تغفل تلك المناهج عن ايضاح الكثير، كيف تفاعل المعاصرون لتلك الأحداث معها؟ كيف أثرت عليهم تلك الحروب أو القرارات السياسية؟ كيف كان يعيش الناس في تلك الأعوام التي أطلق عليها هدنة؟ وهنا تأتي أهمية قراءة الروايات التاريخية.
تزودنا الروايات التاريخية بمعرفة مختلفة عن الكتب المدرسية او الكتب التاريخية غير الأدبية، في البداية هناك قصة، وبوجود القصة توجد شخوصها، قد تكون القصة واقعة حقيقية هي وشخوصها وقد يكون الاثنين متخيلين، وقد تمتزج الوقائع الحقيقية بشخوص متخيلين أو العكس، لكن الثابت هو وجود عامل انساني في الروايات التاريخية، يعيش ويتفاعل مع العالم من حوله في وجود ذلك الحدث التاريخي الذي سيدون وتتناقله الأجيال إلى أن يشاء الله، نعرف جميعًا تاريخ المعارك ولكن لا نعرف تاريخ معاصريها وهنا تزودنا الروايات تلك بخلفية عن ما حدث فعلًا للبشر حينها. ومن هذا الفرع من القراءة نرشح الروايات الآتية:
– “ثلاثية غرناطة” لرضوى عاشور
تتألف ثلاثية غرناطة من ثلاث روايات هي “غرناطة”، “مريمة”، و”الرحيل”. تدور أحداث الثلاثية في نهاية فترة الحكم الإسلامي في الأندلس، وتروي قصة عائلة أندلسية تعيش في مدينة غرناطة خلال فترة سقوطها وما تبعها من أحداث مأساوية. تتناول الرواية تأثير الأحداث السياسية على حياة الناس العاديين.
– “طشاري” لإنعام كجه جي
وهي رواية عن طبيبة عراقية مسيحية وما عانته خلال سنوات الصراع في العراق وما نتج عن ذلك من صعود الطائفية بين الشعب العراقي نتيجة للأحداث التي يمر بها والقوى التي أصبحت على السطح التي دفعت الكثير من العراقيين للهرب والحياة في المنفى خوفًا من البطش بهم واستحالة الحياة نتيجة للصراعات التي أدت لتردي الأوضاع.
– “الزيني بركات” لجمال الغيطان
تدور أحداث الرواية في القاهرة خلال فترة حكم المماليك، وتروي قصة الزيني بركات بن موسى، وهو شخصية تاريخية حقيقية كانت تتولى منصب المحتسب في مصر. الغيطاني يستخدم الرواية لتسليط الضوء على الفساد والاستبداد والقهر الذي كان يسود تلك الحقبة، كما يعكس من خلالها أوجه التشابه بين الماضي والحاضر.
– خماسية “مدن الملح” لعبد الرحمن منيف
تعد خماسية “مدن الملح” للروائي عبد الرحمن منيف واحدة من أعظم الأعمال الأدبية العربية في القرن العشرين، حيث تتناول التحولات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي شهدتها منطقة الخليج العربي نتيجة لاكتشاف النفط. تتكون الخماسية من خمسة أجزاء هي: “التيه”، “الأخدود”، “تقاسيم الليل والنهار”، “المُنْبَت”، و”بادية الظلمات”.
– “مئة عام من العزلة” لغابرييل غارسيا ماركيز
من أهم الأعمال الأدبية في القرن العشرين، وهي تروي قصة عائلة بوينديا على مدار سبعة أجيال في بلدة خيالية تسمى ماكوندو. تستخدم الرواية الواقعية السحرية لتقديم تاريخ أمريكا اللاتينية بما يتضمنه من أحداث اجتماعية وسياسية.